الاستكبار؟

الاستكبار هو الغرور الخفي... أي أن الشخص نفسه لا يحس بأنه مغرور أو متكبر بالعكس هو يريد أن يخدم العالم ولكن بطريقته الخاصة، هو يريد أن يصلح العالم ولكن بأفكاره هو.... وإذا خالفه أحد لا يستطيع أن يتقبل الأمر وعنده ألف دليل وبرهان على أنه هو الصح والباقي غلطانين...

هناك طريقة بسيطة جداً كي تتعرف على المستكبر!!! راقب الناس... طريقة كلامهم وحركاتهم... كم مرة يستخدم كلمة (لا)؟ هل حركاته ايجابية أم سلبية؟

الحركات الايجابية هي الحركات المتوازنة والتي لا توتر الآخرين والحركات السلبية هي حركات رفض وغضب، كلام بصوت عال وبلحن آمر...

كل هذا يدل على أن الشخص متكبر أو بالأحرى عنده الاستكبار.... انتبه!!!

كلمة (لا) هي المفتاح ؛ لأنها تغذي الاستكبار... انظر إلى الوالدين حين يتكلمون مع أولادهم... أكثر الكلمات مبنية على (لا) هذا لأنهم دائماً يفترضون أن الأولاد هم أقل تجربة إذن هم لا يفهمون ويجب أن يكونوا أتباع لما يقوله الوالدين هذا ما يغذي الاستكبار عند الوالدين. بعد ذلك حين يصل الطفل إلى المراهقة تظهر أول علامات الاستكبار عنده ويبدأ هو أيضاً بالرفض... يرفض أهله ومن ثم نفسه والمدرسة والمجتمع والقوانين ومن الطبيعي أن يعيش حياة تعيسة مع كل هذا الرفض الموجود بداخله والذي هو انعكاس للرفض المزروع من الطفولة...

والآن راقب نفسك... كم مرة تقول كلمة (لا) في اليوم؟ كيف تتقبل الآخرين؟

لنجعل هذا التمرين هو تقنية للتأمل لمدة أربعة وعشرين ساعة وحينها أنت الحكم....

قل نعم لكل شيء إلا إذا كان الموضوع لا يتحمل هذه الكلمة حينها ارفضه لأننا تعودنا أن نقول (لا) لكل شيء ونقبل الأشياء في المواقف التي ينتهي الخيار فيها؛ أي أنت مجبور على القبول وهذا ليس مقبولاً لأنه سيكون عبء على أفكارك وجسمك.

القبول يجب أن يكون نابعاً عن رضا وتسليم..... عندك الخيار..... نعم...